ما هو الخوف؟ وما هي أعراضه والفرق بينه وبين الرهاب؟ 

 الخوف هو عاطفة إنسانية طبيعية وقوية وبدائية، إنه ينطوي على استجابة كيميائية حيوية بالإضافة إلى استجابة عاطفية فردية عالية. 

ينبهنا الخوف إلى وجود خطر أو تهديد بالضرر، سواء كان ذلك الخطر جسديًا أو نفسيًا.

 ينبع الخوف أحيانًا من تهديدات حقيقية، ولكنه قد ينشأ أيضًا من مخاطر تخيلية. 

 يمكن أن يكون  أيضًا أحد أعراض بعض حالات الصحة العقلية بما في ذلك اضطراب الهلع واضطراب القلق الاجتماعي والرهاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

 يتكون من تفاعلين أساسيين تجاه نوع من التهديد المتصور: الكيمياء الحيوية والعاطفية.

 تفاعل كيميائي حيوي :

 الخوف هو عاطفة طبيعية وآلية للبقاء. 

 عندما نواجه تهديدًا محسوسًا، تستجيب أجسامنا بطرق محددة.

  تشمل ردود الفعل الجسدية للخوف التعرق وزيادة معدل ضربات القلب وارتفاع مستويات الأدرينالين التي تجعلنا في حالة تأهب قصوى.

 تُعرف هذه الاستجابة الجسدية أيضًا باسم استجابة “القتال أو الهروب”، والتي من خلالها يجهز جسمك نفسه إما للدخول في القتال أو الهروب.

  من المحتمل أن يكون هذا التفاعل الكيميائي الحيوي متطوراً، إنها استجابة تلقائية ضرورية لبقائنا.

 استجابة عاطفية :

 من ناحية أخرى، فإن الاستجابة العاطفية للخوف شخصية للغاية. 

 لأن الخوف ينطوي على بعض التفاعلات الكيميائية في أدمغتنا مثل المشاعر الإيجابية مثل السعادة والإثارة،. 

فإن الشعور بالخوف في ظل ظروف معينة يمكن اعتباره ممتعًا، مثل عندما تشاهد أفلامًا مخيفة.

 بعض الناس يبحثون عن الأدرينالين، ويزدهرون في الرياضات الخطرة وغيرها من مواقف الإثارة. 

 لدى البعض الآخر رد فعل سلبي على الشعور بالخوف، وتجنب المواقف المسببة للخوف بأي ثمن.

 على الرغم من أن رد الفعل الجسدي هو نفسه، قد يُنظر إلى تجربة الخوف على أنها إما إيجابية أو سلبية، حسب الشخص.

 ما هي الأعراض التي تدل على أنك خائف؟ 

 غالبًا ما يتضمن الخوف أعراضًا جسدية وعاطفية.

قد يشعر كل شخص بالخوف بشكل مختلف، ولكن بعض العلامات والأعراض الشائعة تشمل:

  •  ألم صدر
  •  قشعريرة
  •  فم جاف
  •  غثيان
  •  ضربات قلب سريعة
  •  ضيق في التنفس
  • التعرق
  •  الارتجاف
  •  معده مضطربه

 بالإضافة إلى الأعراض الجسدية للخوف، قد يعاني الأشخاص من أعراض نفسية تتمثل في الشعور بالإرهاق أو الانزعاج أو الشعور بالخروج عن السيطرة أو الشعور بالموت الوشيك.

كيف يتم تشخيص الخوف؟ 

 تحدث إلى طبيبك إذا كنت تعاني من مشاعر الخوف المستمرة والمفرطة. 

 قد يقوم طبيبك بإجراء فحص جسدي وإجراء فحوصات مخبرية للتأكد من أن خوفك وقلقك غير مرتبطين بحالة طبية أساسية.

 سيطرح طبيبك أيضًا أسئلة حول الأعراض التي تعاني منها، بما في ذلك المدة التي مرت بها، وشدتها، والمواقف التي تميل إلى تحفيزها.

  اعتمادًا على أعراضك، قد يشخصك طبيبك بنوع من اضطرابات القلق، مثل الرهاب.

 كيف تعرف الفرق بين الخوف والرهاب؟ 

 يمكن أن يكون أحد جوانب اضطرابات القلق هو الميل إلى تطوير الخوف.

إذ يميل معظم الناس إلى الشعور بالخوف فقط أثناء المواقف التي يُنظر إليها على أنها مخيفة أو مهددة، فقد يخشى أولئك الذين يعيشون مع اضطرابات القلق من أنهم سيختبرون  استجابة الخوف. 

 إنهم يرون أن ردود أفعال الخوف لديهم سلبية ويخرجون عن طريقهم لتجنب تلك الاستجابات.

 الرهاب هو تطرف في الاستجابةالطبيعية للخوف؛ إذ يوجه نحو شيء أو موقف لا يمثل خطرًا حقيقيًا. 

 على الرغم من أنك تدرك أن الخوف غير طبيعي، لا يمكنك أن تساعد في رد الفعل.

  بمرور الوقت، يميل الخوف إلى التفاقم مع انتشار الخوف من استجابة الخوف.

ما هي أسباب الخوف؟ 

 الخوف معقد بشكل لا يصدق، فقد تكون بعض المخاوف نتيجة تجارب أو صدمة، بينما قد يمثل البعض الآخر خوفًا من شيء آخر تماماً، مثل فقدان السيطرة. 

 ومع ذلك، قد تحدث مخاوف أخرى لأنها تسبب أعراضًا جسدية، مثل الخوف من المرتفعات لأنها تجعلك تشعر بالدوار والغثيان في معدتك.

 تتضمن بعض مسببات الخوف الشائعة ما يلي:

  •  أشياء أو مواقف معينة (عناكب، ثعابين، ارتفاعات، طيران، إلخ)
  •  أحداث مستقبلية
  •  أحداث متخيلة
  •  مخاطر بيئية حقيقية
  •  الغير معروف

 تميل بعض المخاوف إلى أن تكون فطرية وقد تتأثر تطوريًا لأنها تساعد في البقاء.

ما هي  أنواع الخوف؟ 

 تشمل بعض الأنواع المختلفة لاضطرابات القلق التي تتميز بالخوف ما يلي:

  •  رهاب الخلاء
  •  اضطراب القلق المعمم
  •  اضطراب الهلع
  •  اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
  •  اضطراب قلق الانفصال
  •  اضطراب القلق الاجتماعي
  •  رهاب محدد

 ما هو علاج الرهاب؟ 

 يؤدي التعرض المتكرر لمواقف مماثلة إلى الألفة، مما يقلل بشكل كبير من استجابة الخوف. 

 يشمل هذا النهج أساسًا لبعض علاجات الرهاب، والتي تعتمد على التقليل ببطء من استجابة الخوف من خلال جعلها تبدو مألوفة.

 تميل علاجات الرهاب التي تعتمد على سيكولوجية الخوف إلى التركيز على تقنيات مثل مواجهة مخاوفك و استخدام جرعة مكثفة من المخاوف. 

 تعمل كلتا الطريقتين مع الاستجابات الفسيولوجية والنفسية لجسمك لتقليل الخوف.

مواجهة المخاوف :

 مع مواجهة المخاوف، يتم توجيهك تدريجيًا خلال سلسلة من مواقف التعرض. 

 على سبيل المثال، إذا كنت تخشى الثعابين، فقد تقضي الجلسة الأولى مع معالجك تتحدث عن الثعابين.  

ببطء، خلال الجلسات اللاحقة، سيقودك المعالج الخاص بك من خلال النظر إلى صور الثعابين واللعب مع لعبة الثعابين، وفي النهاية التعامل مع ثعبان حي.

  عادة ما يكون هذا مصحوبًا بتعلم وتطبيق تقنيات جديدة للتعامل مع استجابة الخوف.

التعرض إلى جرعة مكثفة من المخاوف :

 هذا نوع من تقنيات التعرض التي يمكن أن تكون ناجحة تمامًا.  

التعرض إلى جرعة مكثفة من المخاوف، على أساس فرضية أن رهابك هو سلوك مكتسب وتحتاج إلى التخلص منه.

 تتعرض لكمية كبيرة من الشيء المخيف أو تتعرض لموقف مخيف لفترة طويلة من الوقت في بيئة آمنة خاضعة للرقابة حتى يتلاشى الخوف.

  على سبيل المثال، إذا كنت تخشى الطائرات، فستصعد على أي حال.

 الهدف هو تجاوز القلق الشديد والذعر المحتمل إلى مكان يتعين عليك فيه مواجهة خوفك وإدراك في النهاية أنك بخير.  

يمكن أن يساعد هذا في تعزيز رد الفعل الإيجابي (لست في خطر) مع حدث مخيف (التواجد في السماء على متن طائرة)، مما يؤدي في النهاية إلى تجاوز الخوف.

 في حين أن هذه العلاجات يمكن أن تكون فعالة للغاية، فمن المهم أن يتم اتباع نهج المواجهة هذه فقط بتوجيه من أخصائي الصحة العقلية المدرب.

 التأقلم : 

 هناك أيضًا خطوات يمكنك اتخاذها للمساعدة في التغلب على الخوف في الحياة اليومية. 

 تركز هذه الاستراتيجيات على إدارة الآثار الجسدية والعاطفية والسلوكية للخوف.

  تتضمن بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها ما يلي:

  •  احصل على الدعم الاجتماعي.

  يمكن أن يساعدك وجود أشخاص داعمين في حياتك على إدارة مشاعر الخوف لديك.

  •  مارس اليقظة.

بينما لا يمكنك دائمًا منع بعض المشاعر، فإن اليقظة يمكن أن تساعدك على إدارتها واستبدال الأفكار السلبية بأفكار أكثر فائدة.

  •  استخدم تقنيات إدارة الإجهاد مثل التنفس العميق واسترخاء العضلات التدريجي والتخيل.
  •  اعتني بصحتك. 

 تناول طعامًا جيدًا، ومارس التمارين الرياضية بانتظام ، واحصل على قسط كافٍ من النوم كل ليلة.

المصدر :

https://www.verywellmind.com/the-psychology-of-fear-2671696