الجنون النفسي هو مرض شائع يحدث لكل عشرين شخص من كل مائة شخص، ويمكن أن يبدأ هذا المرض في أي عمر، من الطفولة وحتى سن متأخرة، ولكن أغلب الحالات تبدأ في السن المبكرة، ويمكن أن تستمر الآثار الخاصة بهذا المرض للأبد، أو ممكن أن تكون مؤقتة،
ويمكن أن تعاني من أكثر من نوع من المرض العقلي في نفس الوقت، مثل يمكنك أن تكون مصاب بمرض الاكتئاب، وفي نفس الوقت مصاب بسلوكيات إدمان المخدرات، وسنتحدث في هذا المقال عن كافة الأسباب والأعراض وطرق العلاج والوقاية من هذا المرض.
ما هي أسباب الجنون النفسي؟

ما هي أسباب الجنون النفسي؟
إن أكبر أسباب حدوث المشاكل والجنون والاضطرابات النفسية، هو حدوث المشاكل العقلية، والتي تأتي من عدة عوامل، منها:
- سوء معاملة الأطفال وهم صغار.
- الصدمات والإهمال الذي يتعرض له معظم الناس، ولكنه يمكن أن يؤثر على نفسية وعقل بعض الأشخاص، ويمكن للبعض الآخر أن لا يتأثر بذلك.
- العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة.
- وجود صفة العنصرية والتمييز في المجتمع حول الشخص، مما يجعله يشعر بالعار من نفسه، وتهتم ثقته بنفسه.
- الفقر والديون الكثيرة.
- فقدان شخص عزيز.
- التعرض للإجهاد لفترة طويلة.
- مشاكل صحية لفترة طويلة.
- فقدان الوظيفة، والبطالة، والإحساس بعدم الفائدة ولا القيمة في المجتمع.
- التشرد.
- إدمان المخدرات والكحول.
- العنف المنزلي.
- التنمر، والكثير من الإساءات الأخرى التي قد يتعرض لها الشخص.
- عندما تتعرض لضغط كبير نتيجة وقوعك في مشكلة خطيرة، مثل كونك ضحية لإحدى الجرائم العنيفة مثل القتل.
- أو ممكن أن تكون الأسباب جسدية، مثل التعرض لصدمة على الرأس، أو وجود مرض الصرع، وهذا يؤثر على السلوك والمزاج.
- ممكن أن يؤثر النظام الغذائي، وقلة النوم على الصحة العقلية للشخص، خصوصاً إذا تم عملهم باستمرار لفترات طويلة.
هل مشاكل الصحة العقلية و الجنون النفسي وراثية؟
أشارت بعض الدراسات التي عقدت حديثاً، أن يمكن أن تكون مشاكل الصحة العقلية و الجنون النفسي وراثية في بعض العائلات، خصوصاً مرض الانفصام، فإذا كان أحد والديك مصابين به، فمن الممكن أن تصاب به أنت أيضاً.
لكن السبب غير معروف، هل ذلك بسبب الجينات أم بسبب عوامل بيئية أخرى، أم من خلال العادات والتكيف والتصرفات التي نتعلمها من أبنائنا، وأن أغلب الناس الذين يعانون من مشاكل عقلية، لم يكن هناك أحد من أقاربهم مصاب بنفس المشاكل، لذلك لا يوجد شيء مؤكد حتى الآن.
كيمياء الدماغ وعلاقتها بالجنون النفسي
إن دماغ الإنسان هو عضو معقد جداً، ويحدث فيه العديد من العمليات غير مفهومة ولا مفسرة حتى اليوم، وهناك مركبين كيميائيين في الدماغ يعرفان باسم السيروتونين والدوبامين، واختلاف نسبتهم في الدماغ، يعتقد أنها عامل من العوامل التي تؤدي للمشاكل العقلية، وبالتالي الجنون النفسي ، ولكن لا يوجد أحد استطاع تفسير هذه العلاقة، لذلك هذا الاحتمال ضعيف جداً.
العوامل البيولوجية التي تسبب الأمراض العقلية
هناك بعض العوامل البيولوجية التي يعتقد أنها لها علاقة في الإصابة بالمشاكل والإعاقات العقلية، وبالتالي الجنون النفسي ، ومن هذه العوامل الآتي:
- النواقل العصبية، والتي هي مواد كيميائية تعمل على نقل الإشارات العصبية في الخلايا العصبية المنتشرة في الجسم بشكل متصل، ويعتقد أنه إذا حدث لهذه المواد تغيير أو تبديل فيمكن أن تسبب المشاكل العقلية.
- الجينات، حيث أن إذا كان أحد أفراد العائلة مصاب بمرض عقلي، فتكون باقي الأفراد لديهم احتمال كبير للإصابة بذلك المرض أيضاً.
- لأن المرض العقلي هو عبارة عن تفاعلات جينية، وإن المصاب بمرض عقلي، تكون جيناته تدل على قابلية الإصابة، لذلك أي أحد يرث هذه الجينات القابلة للإصابة، فإنه معرض للأمراض العقلية، عند حدوث أي من الإجهاد أو المعاملة السيئة، أو حدوث صدمة كبيرة في حياته، أو أي سبب من المذكور سابقا.
- العدوى، إن بعض أنواع العدوى قد تؤدي لخلل في خلايا الدماغ، وتتطور إلى أن تصبح مرض عقلي وبالتالي جنون نفسي مثل مرض اضطراب المناعة الذاتية العصبية، الذي يصاب به بعض الأطفال، نتيجة وجود نوع من البكتيريا العنقودية في جسم الطفل، حيث إن تطور أعراض هذا المرض وعدم علاجها بسرعة، قد تؤدي إلى أمراض عقلية، ووسواس قهري عند الأطفال.
- بعض الإصابات التي تحدث في مناطق معينة من الدماغ، قد تؤدي للإصابة بالأمراض العقلية.
- عندما يصاب الجنين وهو في بطن أمه باضطرابات في نمو دماغه، أو حدوث صدمة عند وقت الولادة بسبب طول فترة عدم وصول الأوكسجين لدماغه، وذلك بسبب عدم نزوله من بطن أمه بالسرعة الكافية، يكون عامل كبير في تطور الأمراض العقلية عند هذا الجنين مثل التوحد.
- إدمان المخدرات لفترة طويلة جداً، ذلك يؤثر بالسلب على الدماغ، وقد يتطور لأمراض عقلية فيما بعد ويصبح جنون نفسي
- سوء التغذية والتعرض للسموم مثل أكل مادة الرصاص، يؤدي ذلك أيضاً للإصابة بالأمراض العقلية.
الأسباب النفسية المرتبطة بحدوث الأمراض العقلية
هناك العديد من الأسباب النفسية، التي تؤدي للإصابة بالأمراض العقلية، والتي هي كالآتي:
- صدمة نفسية للطفل، بسبب اعتداء جسدي أو جنسي أو عاطفي تعرض له في خلال فترة حياته وهو صغير.
- فقدان مبكر للوالدين.
- الإهمال.
- عدم القدرة على التواصل مع الآخرين والعزلة.
- الحياة الأسرية الصعبة.
- الموت أو الطلاق.
- قلة احترام الذات، والشعور بعدم القيمة.
- الوحدة.
- تغيير الوظيفة أو تغيير المدرسة.
- العادات والتقاليد الخاطئة، مثل حب النحافة أكثر من السمنة، الذي يجعل الناس كلها تريد أن تصبح نحيفة، وبالتالي يحدث اضطرابات في التغذية، التي بدورها تؤدي لحدوث أمراض عقلية فيما بعد، ثم حدوث الجنون النفسي
أنواع الأمراض العقلية
هناك الكثير من أنواع الأمراض العقلية، التي قد يصاب بها أي شخص عند تأثره بالعوامل، التي تم ذكرها في هذا المقال، وإن علاج الأمراض العقلية والنفسية، يكون باستخدام مزيج من الأدوية والعلاجات النفسية يحددها الطبيب، ومن هذه الأنواع الآتي:
- الاكتئاب.
- اضطرابات القلق.
- اضطرابات النوم.
- الانفصام.
- اضطرابات الأكل.
- سلوكيات الإدمان.
أعراض الإصابة بمرض الجنون النفسي
تختلف الأعراض التي تظهر على المريض العقلي من شخص لآخر، وذلك على حسب الظروف البيئة المحيطة، وعلى حسب العوامل التي أدت للإصابة بالمرض، ومن هذه الأعراض الآتي:
- الحزن الدائم والوحدة.
- ضعف التركيز والأفكار المشوشة.
- القلق الزائد والشعور بالذنب طوال الوقت.
- تغييرات مزاجية كبيرة وسريعة.
- حب الوحدة ورفض الاجتماعيات.
- مشاكل في النوم.
- الكسل والتعب الشديد.
- الهلاوس والأوهام.
- التوتر وعدم القدرة على حل المشاكل اليومية البسيطة.
- تغييرات كبيرة في عادات الأكل.
- تغيير كبير في الشهوة الجنسية.
- العنف والعداء والغضب الشديد.
- التفكير الدائم في الانتحار، ومحاولة تنفيذه دائماً.
- حدوث مشاكل جسدية مثل آلام الظهر أو البطن، أو الصداع بشكل غير مبرر.
متى يجب زيارة الطبيب؟
عند ظهور معظم تلك العلامات على الطفل أو أحد الأشخاص، فيجب زيارة الطبيب النفسي فوراً، لأن كثير من أعراض الجنون النفسي لا يتحسن من تلقاء نفسه، وإنما يحتاج لعلاج نفسي، وكلما ذهبت للطبيب مبكراً، كلما قل احتمال زيادة تفاقم الأعراض ، وحدوث مرض عقلي وجنون نفسي بمرور الوقت.
خصوصاً إذا كان هناك عرض الأفكار الانتحارية، فيجب عليك فوراً الاتصال برقم الطوارئ، أو الطبيب النفسي، أو الاتصال برقم الخط الساخن للانتحار، أو يمكنك التواصل مع صديق مقرب لك، أو أحد أفراد أسرتك، أو شخص تعتبره القدوة الروحية لك، فممكن من هؤلاء الأشخاص مساعدتك، وإرجاعه عن فكرة الانتحار قليلا.
مضاعفات المرض العقلي و الجنون النفسي
إن إهمال المرض العقلي، وعدم التوجه للعلاج مبكراً، يعمل على حدوث المضاعفات والمشاكل الصحية والنفسية والعاطفية والإجتماعية وجسدية، ومن هذه المضاعفات الآتي:
- التعاسة وقلة الاستمتاع بالحياة.
- الحياة الأسرية الصعبة.
- صعوبات العلاقة.
- العزل الإجتماعي.
- التغيب عن العمل أو المدرسة.
- مشاكل قانونية ومالية.
- الفقر والتشرد.
- إيذاء النفس وإيذاء الآخرين، من خلال الانتحار، أو القتل.
- ضعف جهاز المناعة ، لذلك يواجه جسمك صعوبة في مقاومة الالتهابات.
- حدوث أمراض القلب.
طرق الوقاية من الأمراض العقلية
لا يوجد طريقة مؤكدة لحمياتك من هذا المرض الذي هو الجنون النفسي ولكن يوجد بعض الخطوات التي يمكنك القيام بها، حتى تقلل من فرصة الإصابة به، وتزيد فرصة التحمل والصمود، وزيادة قدرتك على احترام ذاتك وقبولها، مما يساعدك من السيطرة على الأعراض، ومن هذه الخطوات الآتي:
- عند ظهور أي علامات أو عندما تشك في أعراض هذا المرض لديك، اذهب للطبيب النفسي فوراً.
- شارك العائلة والأصدقاء كل ما يحدث لك أول بأول.
- عمل تحاليل طبية دائمة ولا تهمل في صحتك أبدا.
- اهتم بنفسك جيداً، من حيث النظام الغذائي، والنوم والرياضة.
- ضع هدف لحياتك واسعى لتحقيقه، واعمل كثيراً على ذلك، وحاول تثقيف نفسك بنفسك، وقراءة الكتب النافعة.
- الخروج الدائم مع الأصدقاء، وعدم البقاء وحيداً.
- الجلوس مع العائلة له دور أيضاً.
- لا تستمع لكل ما يقال حولك، أو كل ما يقال عليك، ولا تهتم بكلام الناس، وحاول الابتعاد عن المشاكل.
المصادر: