البارانويا أحد الأمراض النفسية المعروفة بحالة الخوف وانعدام الثقة الكبير، حيث أن الأشخاص المصابين بهذا النوع من الخوف والهلع يشعرون بشكل مستمر أنهم عرضة للخطر، وأن كل العالم من حولهم يكيد لهم المخاطر، ولكن يجب أن ننوه أنها حالة نفسية مثلها مثل بقية الأمراض النفسية تحتاج إلى علاج ومتابعة طبية.

ما هي البارانويا؟

البارانويا هي عبارة عن الشعور اللاعقلاني والمستمر بأن الناس يسعون للوصول إليك من اجل إلحاق الأذى بك أو أنك موضوع اهتمام مستمر ومحور حديث من قبل الآخرين.

ويعاني الشخص المصاب بالبارانويا بفقدان الثقة في الآخرين، فيكون من الصعب عليه التأقلم مع المجتمع، وقد يؤثر على عمله وأسرته، في بعض الأحيان تكون البارانويا مجرد عرض لبعض الأمراض العقلية والنفسية، بما في ذلك اضطراب الشخصية واضطراب التوهم، والفصام.

السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض النفسي غير معروف إلى الآن، وبعض الأطباء يرجع الأمر إلى عوامل وراثية، أو مشاكل نفسية نتيجة العديد من الصدمات، يمكن علاج البارانويا ببعض الأدوية الطبية، أو من خلال الطب النفسي، ويمكن الإعتماد على الإثنين إذا كانت الحالة شديدة.

هل البارانويا يسهل علاجها؟ وما هي طرق العلاج؟

هل البارانويا يسهل علاجها؟ وما هي طرق العلاج؟

أعراض البارانويا

قد تختلف أعراض البارانويا من أعراض شديدة الخطورة وأعراض بسيطة بناء على المرحلة التي وصل إليها المريض وهي تشمل ما يلي:

  • الشعور المستمر بالإهانة من الآخرين ومن بعض العبارات التي تكون عادية.
  • يجد صعوبة في الثقة في الآخرين.
  • لا يستمع إلى أي نوع من النقد حتى من أقرب الناس إليه.
  • جاهز دائما في الدفاع عن نفسه.
  • لا يستمع إلى ملاحظات الآخرين وقد يتطاول عليهم بالكلام.
  • شخصية عدوانية وجدية بشكل دائم.
  • غير مستعد لتقديم تنازلات والوصول لحل وسط.
  • من الصعب جدا وقد يكون من المستحيل أن يسامح على خطأ ما.
  • دائما يعتقد أن الجميع يذكرونه بالسوء.
  • يجد صعوبة في إقامة علاقات اجتماعية أو صداقة وحب.
  • يفكر دائما أن الجميع يكيدون ضده وأنه مهدد في أي مكان.
  • كما يشعر بأن أسرته تكرهه و تضطهده.

اقرأ أيضاً: اكتشف ما هو القلق من منظور علم النفس؟ والمسببات وأساليب العلاج

الأنواع الرئيسية بمرض البارانويا

هناك ثلاث أنواع أساسية مرض البارانويا والتي تشمل ما يلي:

بارانويا اضطراب الشخصية:

من أقل الأنواع خطوة ويسهل على الشخص التحكم فيه عن طريق بعض العلاجات البسيطة، وفي الغالب يكون مرتبط بموقف ما حدث للشخص خلال حياته وخاصة مرحلة الطفولة، وبمجرد معرفة هذا الموقف يستطيع الطبيب تقديم العلاج المناسب، الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض يفقدون الثقة في الجميع وربما أقرب الناس إليهم.

الاضطراب التوهمي:

هذا النوع من البارانويا يجعل الشخص المريض يسيطر عليه فكرة وهمية معينة، فعلى سبيل الشخص الذي يعتقد أنه مضطهد يعتقد بشكل دائم أن هناك شخص معين يقوم بمطاردته ومحاولة إيذائه، وكذلك تخيله أنه يتعرف على شخصية مشهورة نتيجة جنون العظمة لديه، وكل الأمثلة على هذا المنوال.

انفصام الشخصية:

هذا النوع هو الأسوأ حيث يجعل الشخص يؤمن بأفكار غريبة وخيالية وليس لها علاقة بالواقع، لذلك تجده دائما منعزل على المجتمع.

أسباب البارانويا

لم يتم تحديد أسباب محددة للإصابة بهذا المرض، ولكن يعتقد الأطباء أنها ترجع لأحد الأسباب التالية:

أسباب جينية:

لا توجد دراسات مؤكدة حول هذه النظرية، ولكن بعض الأطباء يعتقد أن البارانويا يمكن أن تنتقل بعوامل وراثية.

كمياء المخ:

تشكل المواد الكيميائية في الدماغ (الناقلات العصبية) أساس الأفكار والمشاعر، بعض المخدرات مثل الكوكايين والماريجوانا والأمفيتامينات تحدث تغير في طبيعة الدماغ ويمكن أن تسبب أفكار ومشاعر وسلوكيات تؤدي للإصابة بالبارانويا، وهذا ما يجعل بعض الباحثين يعتقدون بأن البارانويا قد يكون اضطرابًا نتيجة خلل في طبيعة الدماغ.

المواقف الصعبة الصادمة:

مثل التعرض للاعتداء والتنمر خلال فترة الطفولة، يسبب هذا حدوث خلل في طريقة تفكير الشخص.

الإجهاد والضغط:

وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يتعرضون للضغط والإجهاد النفسي والبدني المستمر أكثر عرضة للإصابة بالبارانويا.

اقرأ أيضاً: ما هو علاج القلق وما هي علاقته بالاكتئاب والتوتر؟

هل البارانويا يسهل علاجها، وما هي طرق العلاج؟

لا يوجد علاج نهائي للحالات التي تعاني من بارانويا، يمكن أن يساعد العلاج النفسي على التعامل مع الأعراض بطريقة صحية والعيش حياة أكثر سعادة والقدرة على الانخراط في المجتمع والإنتاج.

يعتمد العلاج على نوع الحالة وشدتها ولكنه قد يشمل:

الأدوية:

تساعد الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الذهان على تقليل خطورة بعض الأعراض، ولكن تكمن المشكلة في أن الشخص المريض قد يرفض في كثير من الأحيان تناول الدواء لأنه يعتقد أنه سوف يؤذيه وذلك بسبب انعدام الثقة والشك المستمر.

الطب النفسي:

هذا العلاج يساعد الكثير من الأشخاص على التعامل مع الأعراض المصاحبة والتأقلم مع الحالة، وقد يساعد على زيادة قدرته على العمل، ومع ذلك، من غير المرجح أن يتحدث الشخص المصاب بالبارانويا بصراحة وحرية إلى الطبيب، لذلك يمكن أن يكون التقدم بطيئا للغاية.

التأقلم:

هذا العلاج هدفه هو جعل الشخص يتأقلم مع المجتمع من حوله ويتخلص من هذه الأفكار السلبية والغريبة، ويشمل أيضاً تمارين الاسترخاء وتحسين السلوك.

المستشفيات النفسية:

يتم اللجوء لهذه الخطوة في الحالات الشديدة التي يصعب السيطرة عليه يفقد الشخص قدرته على السيطرة على نفسه.

طرق تشخيص البارانويا

يمكن أن يكون من الصعب تشخيص الحالة المرضية، لأن الشعور المبالغ فيه بعدم الثقة منتشر في مجموعة من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، كما يحدث أيضًا لبعض الأشخاص الذين يعانون من مرض الخرف، وهناك صعوبة أخرى تتمثل في أن الشخص الذي يعاني من البارانويا قد يتجنب الأطباء والمستشفيات وذلك بسبب خوفه واعتقاده أنهم يعملون لإيذائه.

يتم تشخيص الحالات عن طريق أحد الطرق التالية:

  • الاطلاع على التاريخ المرضي للمصاب.
  • الفحص الطبي.
  • الإطلاع على الأعراض وتقييمها.
  • الفحص النفسي.
  • الخضوع لبعض الأعراض لمعرفة هل يعاني من أمراض نفسية أخرى.

هل يمكن الشفاء من البارانويا؟

الإجابة بكل تأكيد نعم، لأن هذا يعتبر مرض نفسي يحدث نتيجة للعديد من العوامل والأسباب التي تعرفنا عليها مسبقا، وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي لهذا المرض فيمكن تخفيف أعراضه ببعض الأدوية الطبية التي تساعد على الاسترخاء وتخفيف الخوف.

كما يلعب العلاج النفسي دور كبير في التخلص من أعراض هذا البارانويا، عن طريق بعض التمارين العقلية والتحدث مع الطبيب عن جميع الأفكار السلبية، حينها يستخدم طريقة فعالة تساعد على العلاج، ولكن هذا يحتاج إلى صبر طويل من الأهل والمريض، لأن العلاج النفسي نتائجها بطيئة ولكنه الحل الآمن والفعال.

مساعدة الشخص على التأقلم مع المرض هي من طرق العلاج المتبعة والكثير من الأطباء يلجأ لهذه الطريقة عن طريق تعديل سلوك المريض وتحسين نظرته للحياه.

كيف أتعامل مع شخص يعاني من البارانويا؟

التعامل مع الشخص المريض بالبارانويا يحتاج إلى حذر كبير في التعامل والتحدث معه، ويجب أن تتعامل على أن هذا مرض وليس جنون وتقدم له الدعم المطلوب:

  • تقديم الدعم المعنوي له، وتجنب معاملته على أنه مجنون لأن هذا سوف يؤدي إلى نتائج سيئة.
  • إقناعه بكل هدوء بضرورة العلاج والذهاب إلى طبيب نفسي.
  • تحفيزية على ممارسة الرياضة، وخاصة التمارين الرياضية التي تساعد على الاسترخاء مثل اليوجا.
  • متابعته بشكل مستمر والمحاولة قدر الإمكان عدم تركه لوحده في غرفته لأن هذا يدفع للتفكير بطريقة سلبية وغريبة.
  • عدم تميز الآخرين عنه أو مقارنته بهم.

المصادر/

https://www.webmd.com

https://www.verywellmind.com